غزَّة
غِرَاسُ المَذَلَّـةِ فِينَـا نَمَـا
وَفَجْرُ الكَرَامَـةِ قَـدْ أَظْلَمَـا
أَمِنْ بَعْدِ مَجْدٍ سَمَا في البَرَايَا
وَفَاقَ الكَواكِـبَ وَالأَنْجُمَـا:
نُحِيلُ زِمَـامَ الأمُـورِ لِمَـنْ
يُجَرِّعُنَا المُـرَّ وَالعَلْقَمَـا.!
فَمِنْ غَاصِبٍ مُسْتَبِـدٍّ وَمِـنْ
عَمِيلٍ بِحُضْنِ العَدُوِّ ارْتَمَـى
فَوَاحَسْرَتَاهُ تَشِيخُ اللُّيـوثُ
وَطَيْرُ النَّعامِ غَـدَا ضَيْغَمَـا
يَعِيـثُ فَسَـاداً وَمُتَّـخِـذاً
"جَمَاجِمَنَـا للعُلَـى سُلَّمَـا"
فُرَاتُ العِراقِ يَسِيلُ دُمُوعـاً
وَمِنْ قَبْلُ دِجْلَـة يَجْرِي دَمَـا
وَغَزَّةُ تَحْتَ الحِصَارِ تَمُوتُ
بِلا رَأْفَةٍ يُسْتَبَـاحُ الحِمَـى
بَكَاءُ اليَتَامَى يَهُـزُّ الجِبَـالَ
وَنَوحُ الأَرَامِلِ شَقَّ السَّمَـا
وَشَيخٌ كَفِيفٌ تَرَاهُ صَرِيعـاً
فَمَا ذَنْبُهُ قَبْـلَ أَنْ يُعْدَمَـا.؟
سِوَى أَنَّهُ يَعْرُبِـيُّ الدِّمَـاءِ
لِـرَبِّ البَرِيَّـةِ قَـدْ أَسْلَمَـا
كَفَانَا خُنُوعاً وَصَمْتاً رَهِيبـاً
فَسَيلُ البَلايَـا عَلَينَـا طَمَـا
أما آن أَنْ يُبْصِرَ المُنْصِفُونَ
بِعَينِ العَدَالَـةِ بَعْـدَ العَمَـى
فَغَرْبُ الفُجُورِ بَدَى صَامِتـاً
وَشَرْقُ البُطُولاتِ مُسْتَسْلِمَـا